تُعدّ الشاشات جزءًا أساسيًا من تجربة استخدام الأجهزة الإلكترونية، سواء كانت حواسيب شخصية، هواتف ذكية، أو حتى أجهزة تلفاز. أحد العوامل التي تساهم في تحسين تجربة العرض هو "معدل التحديث" الذي يُقاس بالهرتز (Hz).
هذا المعدل يعبر عن عدد المرات التي يمكن فيها للشاشة تحديث الصورة المعروضة في الثانية الواحدة، ومع تطور التقنيات، شهدت الشاشات تطورات هائلة في هذا الجانب، مما أدى إلى اختلافات جوهرية بين الشاشات القديمة والحديثة.
ما هو معدل التحديث؟
معدل التحديث يشير إلى عدد الإطارات التي يمكن للشاشة عرضها في الثانية الواحدة، على سبيل المثال إذا كانت الشاشة تتمتع بمعدل تحديث 60 هرتز، فهذا يعني أنها يمكن أن تعرض 60 إطارًا في الثانية، كلما زاد معدل التحديث كانت الحركة على الشاشة أكثر سلاسة وأقل تعرضًا للتشويش أو التقطيع، وهو أمر ذو أهمية خاصة في التطبيقات التي تتطلب دقة عالية وسرعة، مثل الألعاب أو الأفلام ذات الحركات السريعة.
الشاشات القديمة
في الشاشات القديمة، وخاصة شاشات CRT (أنبوب أشعة الكاثود) التي كانت شائعة في القرن العشرين وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، كان معدل التحديث يتراوح عادة بين 60 و75 هرتز.
هذه الشاشات كانت تعمل عن طريق إطلاق حزمة من الإلكترونات عبر أنبوب لتضرب الشاشة المطلية بالفوسفور، مما ينتج عنه الصورة المرئية، وبسبب طبيعة هذا النوع من العرض، كانت معدلات التحديث المنخفضة غالبًا كافية لتوفير تجربة عرض مقبولة، ولكنها لم تكن مثالية.
على سبيل المثال، عند استخدام هذه الشاشات لفترات طويلة، كان بإمكان المستخدمين ملاحظة بعض الظواهر السلبية مثل الخفقان أو الإرهاق البصري، خاصة إذا كان معدل التحديث أقل من 60 هرتز.
ومع تطور التكنولوجيا، ظهرت شاشات LCD (شاشات الكريستال السائل) كشكل جديد من أشكال العرض، رغم أنها تفوقت على شاشات CRT من حيث استهلاك الطاقة والوزن، إلا أن معدلات التحديث لم تكن عالية بشكل كبير في بداياتها. غالبية شاشات LCD الأولى كانت تعتمد على معدلات تحديث تتراوح بين 60 و75 هرتز، مما جعلها مشابهة من حيث الأداء لشاشات CRT، رغم أنها كانت أقل عرضة للخفقان.
الشاشات الحديثة
مع دخول القرن الحادي والعشرين، وتزايد استخدام التطبيقات التي تتطلب معدلات تحديث عالية مثل الألعاب والفيديوهات عالية الدقة، ظهرت حاجة ملحة لتحسين هذه المعدلات، تمثل هذا التحسن في ظهور شاشات بمعدلات تحديث عالية تصل إلى 120 هرتز، 144 هرتز، 240 هرتز، بل وحتى 360 هرتز في بعض الشاشات المتطورة.
الشاشات الحديثة التي تعمل بمعدلات تحديث عالية تعتمد في الغالب على تقنيات مثل LED (الصمام الثنائي الباعث للضوء) وOLED (الصمام الثنائي العضوي الباعث للضوء)، والتي تقدم أداءً أفضل من حيث سرعة الاستجابة وجودة الصورة، على سبيل المثال شاشات OLED تمتاز بأنها قادرة على تشغيل وإيقاف كل بكسل على حدة، مما يجعلها أسرع في الاستجابة ويقلل من تأثير الظلال أو التشويش في المشاهد السريعة.
الفروقات الجوهرية بين الشاشات القديمة والحديثة
معدل التحديث وسلاسة العرض:
كما ذكرنا، الشاشات القديمة كانت تعمل بمعدلات تحديث تتراوح بين 60 و75 هرتز، وهو ما كان يعتبر كافياً في ذلك الوقت، ولكن مع تقدم التكنولوجيا أصبح من الواضح أن معدلات التحديث العالية توفر تجربة أكثر سلاسة، خاصة في الألعاب والفيديوهات السريعة الحركة، الشاشات الحديثة، بمعدلات تحديث تصل إلى 240 هرتز و360 هرتز، تقدم تجربة عرض سلسة بشكل استثنائي.
تقنيات العرض:
الشاشات القديمة كانت تعتمد بشكل أساسي على تقنيات CRT وLCD، هذه التقنيات رغم فعاليتها في وقتها، إلا أنها لا تقارن بالتقنيات الحديثة مثل LED وOLED التي تقدم تبايناً أفضل، ألوانًا أعمق، وزوايا رؤية أوسع، تقنيات OLED، على وجه الخصوص، توفر قدرة على عرض اللون الأسود بشكل حقيقي من خلال إيقاف تشغيل البكسلات الفردية.
الاستخدامات والتطبيقات:
في الماضي، كان معظم الاستخدامات تقتصر على عرض المحتوى الثابت أو الفيديوهات العادية، ولكن مع تقدم الألعاب الإلكترونية وصناعة المحتوى، أصبح من الضروري تزويد الشاشات بمعدلات تحديث أعلى للتعامل مع الطلب المتزايد على الأداء الفائق، الشاشات الحديثة مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المستخدمين المحترفين، سواء كانوا لاعبين أو مصممي جرافيك أو حتى منتجي أفلام.
تقليل التأخير والظل:
الشاشات القديمة، خاصة تلك التي تعمل بتقنية CRT، كانت تعاني من مشكلة الظل أو ghosting، حيث يمكن رؤية آثار من الصورة السابقة عند الانتقال إلى صورة جديدة، هذا كان ناتجًا عن التأخير في تحديث الشاشة.
الشاشات الحديثة، وخاصة تلك التي تتمتع بمعدلات تحديث عالية، قللت بشكل كبير من هذه الظاهرة، مما يحسن التجربة البصرية بشكل عام.
الاستهلاك الطاقي والكفاءة:
شاشات CRT القديمة كانت تستهلك كميات كبيرة من الطاقة وتنتج حرارة كبيرة، مما جعلها غير فعالة من حيث استهلاك الطاقة.
أما الشاشات الحديثة، خاصة شاشات LED وOLED، فهي أكثر كفاءة من حيث استهلاك الطاقة، مما يجعلها خيارًا أفضل من الناحية البيئية والاقتصادية.
الخلاصة
الفروق بين الشاشات القديمة والحديثة من حيث معدل التحديث الهرتز تعد جوهرية. مع تطور التكنولوجيا وتزايد الطلب على جودة العرض العالية، أصبحت الشاشات الحديثة تقدم أداءً أفضل بكثير من سابقاتها، معدلات التحديث العالية إلى جانب تحسينات تقنية العرض، جعلت من الشاشات الحديثة خيارًا مثاليًا للمستخدمين الذين يبحثون عن تجربة عرض متميزة.
هذه التطورات ليست مجرد تحسينات طفيفة، بل هي قفزات نوعية تغير الطريقة التي نتفاعل بها مع الأجهزة الإلكترونية اليوم.